لم يزل المخالفون في غير حينٍ يفترون على أهل السنة؛ فكان لزامًا درءُ أباطيلهم، بشرط العلم والإنصاف؛ إذ الغاية المقصودة هي بيان الحق في نفس الأمر.
وفي هذا الكتاب الذي بين يديك أخي القارئ أُظهِر لك بعض الافتراءات والمغالطات التي وقع فيها أبرز الأشاعرة المعاصرين المتسمين بهذه السمة التي كانت حاضرةً عند كثير من أسلافِه المبتدعة، وهو د. سعيد فودة -وفقه الله لرشده-، وكنتُ قد عرَّجتُ على هذا في كتبي الأخرى، ولَمَّا وجدتُ الحاجةَ ملحَّةً في جمع تلك المادة؛ لعظم ما وجدتُه في كتب د. فودة من افتراءات، جمعتُ تلك الفصول هاهنا، ثم فصَّلتُ في مواضعَ عدة كنتُ قد اختصرتها في الفصول المنشورة؛ فشكلت بذلك الفصول الثلاث الأخيرة.
إلا أني وجدت طوامَّ أخرى كثيرة في غير كتبه التي كتبتُ نقدًا عليها، فناقشتُها هنا بما شكَّل ثلاثةَ فصول أخرى، فخرج الكتاب في ستة فصول.
وهدفي في هذا الكتاب ليس حصْرَ ما افتراه د. سعيد فودة على شيخ الإسلام ابن تيمية -خاصة-، أو على أهل الحديث -عامة-، وبيان خطئه؛ لأن هذا قد يحتاج إلى مجلدات طَوال، بل الهدف هو عرضُ أمثلة معدودة على الأخطاء العلمية والافتراءات الواضحة الجلية من بعض مؤلفاته المشهورة المنتشرة في أوساط الأشاعرة، لعل الله يهديهم!
ولما كانت كتابات الدكتور أصولُ الخطأ فيها سببُها المنطق الأرسطي الصوري، وعلم الكلام المذموم، سميته: «أباطيل المنطق والكلام».
لشراء الكتاب: