العلموية (Scientism) فلسفة متضاربة متطرفة متواصلة في الشيوع والامتداد، وقد أضحت دينًا للدهريين الجدد بالرغم من تصريح بعضهم بعكس ذلك، وهي عقيدة تطغى على متبنيها من المسلمين حتى تؤول بهم إلى إنكار ثوابت الدين، وثد تبناها عدد ممن ينتمون إلى الفكر الإسلامي دون فَهم حقيقي لمآلات ذلك التبني.
إن العلموية والعالمانية يمثلان الأرض الخصبة للدهريين الجدد؛ فالأولى تستبدل مصادر المعرفة الحقيقية في الإسلام، والثانية تستبدل الشريعة بأكملها؛ ولذلك فمن المهم إلقاء الضوء على تناقضات تلك الفلسفة وتهافت أطروحاتها.
هذه آفة يقع فيها أحيانا بعض المنهزمين نفسيًا دون قصد ، ويقع فيها بعض المنحرفين عمدا = ردًا لنصوص الشريعة بدعوى التأويل الحداثي والعلمي للشرع الحنيف!!
ولبيان هذا الانحراف الظاهر والذي للاسف انطلى على كثير من المسلمين؛ ينبغي التصدي له بالرد والتفنيد شرعيًا، وحتى على المستوى العلمي التجريبي؛ إذ لا تصمد الفرضيات المناقصة للشرع الصريح الصحيح عند الفحص والتدقيق، وهذا ما نجده في هذا الكتاب.
في هذا الكتاب ندرس نموذجًا لأحد المنتمين للأوساط الإسلامية الذين تأثروا بهذه العقيدة بالرغم من التصريح بعكس ذلك. ثم نبحث بالتفصيل في أحدث مؤلفاته لبيان أثر الفلسفة العلموية على أطروحاته بما فيها من تناقضات وتهافت آل إلى إنكار ثوابت العقيدة الإسلامية الحقّة.
نناقش في هذا الكتاب مؤلَّف الروائي أحمد خيري العمري (لا شيء بالصدفة: العلاقة الممكنة بين الإيمان ونظرية التطور)، وهو كتاب تطغى عليه النزعة العلموية بما فيها من مواقف متطرفة من المباحث الفلسفية الأساسية: مثل الابستملوجيا والأنطولوجيا، والتي يتشارك فيها مع الدهريين الجدد دون تفصيل لتلك المباحث، وقد آل ذلك بالروائي إلى إنكار عقائد نقلية قطعية ثابتة في الإسلام العظيم.